مهرجان سينما اللاجئين

  • مهرجان سينما اللاجئين


مهرجان سينما اللاجئين

من مخيم الدهيشة للاجئين في جنوب الضفة الغربية، تنشأ مبادرة هي الأولى من نوعها ثقافيا، "مهرجان سينما اللاجئين" الذي يجمع الأفلام التي انتجت عن اللاجئين الفلسطينيين وغير الفلسطينيين فيعرضها للجمهور الفلسطيني. ففي العام الأول للمهرجان – سنة ٢٠٢٠- شاركت ١٠ أفلام فلسطينية تتطرق لقضايا اللاجئين بشكل خاص والقضية الفلسطينية بشكل عام، وتم عرضها على وسائل التواصل الاجتماعي، وتتسع بقعة المهرجان في عامه الثاني، حيث يشارك فيه ٥٠٠ فيلم قصير ما بين وثائقي وروائي انتجت في الأعوام الثلاث الأخيرة.  

وتنظم مؤسسة شروق هذا الحدث الثقافي الهام الذي يعنى بزيادة الوعي وتحفيز الابداع وتشجيع الشباب وصانعي الأفلام على خلق محتوى سينمائي يناقش القضايا الحقوقية للشعب الفلسطيني ومن بينها حق تقرير المصير، كما وبناء منصة تناقش وتهتم بالانتاجات الفلسطينية التي في تزايد في السنوات الأخيرة. 

حيث ظلّ الفيلم الفلسطيني غائباً عن جمهوره الوطني طويلاً بعد ضياع الأرشيف الفلسطيني في لبنان في العام ١٩٨٢، حتى بدأت السينما الفلسطينية تعود لنشاطها مجددا حين قام مخرجون مثل رشيد مشهراوي  مي مصري هاني أبو اسعد واليا سليمان وغيرهم بانتاجات عززت تطور السينما الفلسطينية واعادت لها مجدها حين وصلوا بأفلامهم إلى أهم المهرجانات السينمائية العالمية.

لكن أفلامهم وربما حتى اليوم، لا تزال بعيدة عن الجمهور الفلسطيني العادي، كما وتعاني السينما الفلسطينية من عدم توفر الدعم الوطني، ولم تتطور لتصبح انتاجا كما هو الحال في دول مثل مصر، وذلك بطبيعة الحال نتيجة عدم إيمان المستثمرين والتجار الفلسطينيين بجدوى الاستثمار في هذا القطاع.

حيث يسعى منظمو مهرجان سينما اللاجئين لكسر الهوة ما بين صانعيي الأفلام والجمهور الفلسطيني لمشاهدة الأفلام الفلسطينية في بلداتهم ومدنهم والتعود على ثقافة السينما للمساهمة في تطوير الحياة الثقافية الفلسطينية كما وصناعة السينما، حيث عرضت الأفلام المشاركة في خمس محافظات مختلفة في الضفة الغربية والداخل المحتل، ولاقت اهتماما واقبلا من فئة الشباب. حيث يقول المخرج محمد المغني (احد المشاركين في المهرجان): "شاركت بعروض في العديد من دول العالم ولكن حلمي كان ان يتم عرض انتاجاتي في فلسطين"، فان صانعيي الأفلام يعملون بجد لسنوات ليتمكن الجهور من مشاهدة افلامهم وسماع آرائهم على شكل تغذية راجعة تعزز من استمرارهم في هذا الحقل الوعر، وهذا ما حاول منظمو المهرجان فعله.


جوائز مهرجان سينما اللاجئين:

حاز فيلم "ابن الشوارع" لمحمد المغني على جائزة افضل فيلم وثائقي، ويناقش الفيلم قصة الطفل خضر (13 عامًا) حيث تحاول أسرته إصدار بطاقة هوية تثبت وجوده وتمنحه الحق في التعليم والرعاية الصحية والتنقل خارج مخيم شاتيلا للاجئين الفلسطينيين في لبنان. خلال هذه الاثناء يتم الكشف عن العديد من الأسرار القديمة للعائلة.

اما جائزة أفضل فيلم روائي كانت من نصيب "بيت لحم ٢٠٠١" لابراهيم حنضل حيث يحكي الفيلم قصة شاب فلسطيني ضائع بين ما هو عليه الآن وبين طفولته المليئة بذكريات الغزو العسكري الاسرائيلي والحصار في بيت لحم، ويحاول فهم كيف استطاع والداه حمايته ومساعدته أثناء تلك الأوقات العصيبة، أملاً أن يساعده هذا في التأقلم في الوقت الحالي.

الفيلم من تأليف وإخراج إبراهيم حنضل، ويشارك في بطولته محمد مغربي، يوسف أبو شخيدم، هند أبو شخيدم، طارق أبو سلامة.

وقامت لجنة التحكيم بتقديم اشادة خاصة لفيلمي: "أحلام الهروب" للمخرج الكساندر رحماني و لفيلم " البحث عن 1997" للمجموعة  Amphibien


حيث تبادر فلسطين بهذا الجهد وتستضيف مهرجان أفلام يقدم قصص اللاجئين من كل بقاع  العالم، خاصة أن حالة اللجوء الفلسطيني ما زالت ماثلة، فملايين اللاجئين حول العالم فقدوا أوطانهم في السنوات الأخيرة، وصنعوا أفلام عن حياتهم، ورواية قصصهم امر بالغ الأهمية  

لذلك يأتي هذا المهرجان ليدعم هذه الأعمال ويؤكد على حرية التعبير وليضمن للفلسطيني أيضا حقه في إسماع صوته من خلال الفنون السينمائية، ولتكون فلسطين بوصلة للاعمال التي تناقش حقوق الانسان وعلى رأسها حقوق اللاجئين حول العالم. ويؤكد المنظمون على أهمية الحوار ما بين الثقافات المختلفة فنيا وابداعيا وفكريا.