Station 75

  • Station 75


Station 75

في الخامس عشر من أيار من كل عام. تُحيي جماهير شعبنا الفلسطيني في كل مكان ذكرى النكبة المؤلمة التي حلت بالشعب الفلسطيني وحولت غالبيته الى لاجئين يعيشون في المخيمات والمنافي بعيدًا عن مدنهم وقراهم التي هُجّروا منها تحت وطأة المجازر التي ارتكبتها العصابات الصهيونية قبل75عاما. واليوم يحي شعبنا الفلسطيني الذكرى ال 75 للنكبة في وقت يشتد فيه العدوان الإرهابي على شعبنا بأشكال متعددة بهدف فرض الأمر الواقع الاستبدادي وقطع الطريق على حق شعبنا في اقامة دولته المستقلة والتي عاصمتها القدس، وذلك عبر توسيع الاستيطان، وتحويل أراضي الضفة إلى مناطق معزولة، ومحاولات تهويد القدس وطرد سكانها، وأخرها الحملة الاستيطانية على أهلنا وأبناء شعبنا في القدس وتحديدا منطقة الشيخ جراح، ومواصلة سياسة الاضطهاد والتمييز العنصري بحق ابناء شعبنا داخل 1948 واستمرار الحصار على أهلنا في قطاع غزة والتهديد الدائم بشن العدوان عليه، و بالإضافة الى التهرب من تنفيذ قرارات الشرعية الدولية وفي مقدمتها إنهاء الاحتلال وعودة اللاجئين الفلسطينيين الى ديارهم طبقا للقرار رقم 194.
إننا في مؤسسة شروق، ومع اقتراب ذكرى النكبة، نؤكد أمام كل هذه المخاطر والتحديات التي تواجه شعبنا وقضيتا بأن المفتاح الحقيقي لإعادة الاعتبار للقضية الفلسطينية وتصليب الموقف يتمثل بضرورة التقدم باتجاه استكمال اجراءات إنهاء الانقسام، وتحقيق المصالحة الوطنية، وتعزيز العمل الوطني ورفع الوعي عن القضية الفلسطينية على الصعيد المحلي والدولي من خلال استخدام العديد من الوسائل الفعّالة والمُعاصرة مثل الإعلام الحديث بكل مكوناته، ومحاربة المؤسسات الاعلامية المُتصهينة والمأجورة لخدمة الاحتلال والاستعمار الاستيطاني على الأراضي الفلسطينية والتي تُهمش ايضاً من القضية الفلسطينية.
وهذ يأتي من خلال توحيد العمل الوطني وضمن رؤية واستراتيجية نضالية واضحة تعمل على توعية وتمكين الشباب الفلسطيني اللاجئ اعلاميًا وثقافيا، واكسابهم مهارات المناظرة وبناء الحُجج القوية والمُقنعة ليكونوا قادرين على تمثيل فلسطين محليًا ودوليًا ويغيروا الصورة النمطية التي رسمتها لنا الماكينات الاعلامية الصهيونية والمأجورة للاستعمار والاحتلال. ولأننا نرى التغير ولو البطيء في الموقف الشعبي في العديد من الدول الغربية وتحديدا في أمريكا، حيث أصبح هنالك العديد من الشخصيات صاحبة المناصب الرفيعة تنادي بحق الشعب الفلسطيني وانهاء الاحتلال ووقف الاستيطان، وهذا لم يكن سابقًا بل جاء نتيجة جهد وعمل من العديد من الناشطين السياسيين والاجتماعيين والحقوقيين ومؤسسات المجتمع المدني التي تعمل على تعزيز مناصرة الشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية.
بعد 75 عاماً، أضحت النكبة رمزًا للاضطهاد المتواصل للشعب الفلسطيني من قبل حكم الاحتلال الاستعماري العنصري، والذي يُنفذ عبر نظام فصل عنصري (ابارتهايد) مفروض على كل الفلسطينيين/ات، يجري ترسيخه باستمرار. في ذكرى النكبة، ندعو منظمات المجتمع المدني على الصعيد المحلي والدولي الى الاستمرار بالعمل المُساند للقضية الفلسطينية والذي يفضح الانتهاكات الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني عامًة واللاجئين خاصًة ومقاطعة دولة الاحتلال في كل الجوانب الاقتصادية والثقافية حتى انهاء الاحتلال، وعودة اللاجئين الى ديارهم التي هُجّروا منها قصرًا وتعويضهم، وبناء الدولة الفلسطينية المُستقلة وعاصمتها القدس.
إن مؤسسة شروق ومع اقتراب ذكرى النكبة تتوجه بالتحية الى كل ابناء شعبنا في الوطن والشتات والى كل من يناصر قضيتنا العادلة ويدعم حقنا في العودة الى ديارنا التي هُجّرنا منها، وإنهاء الاحتلال، وبناء دولتنا المُستقلة، ولذا ندعوكم للمشاركة الفعّالة في كافة فعاليات النكبة لنُؤكد للمحتل بأننا هنا باقون لن ننسى أرض الآباء والأجداد، وأن العودة حق مقدس لا يسقط بالتقادم.